أسباب خسارة فلاديمير بوتين في سوريا و إنتصار أردوغان عليه
9 سنوات من الحرب في سوريا إرتكبت فيها الكثير
من الدول أخطاءا جسيمة في حق الشعب السوري الأعزل ، و بالخصوص دولة روسيا
الإتحادية التي منذ ان وطأت أقدام جنودها الأراضي السورية تلتها معاناتا للشعب
السوري الذي هجر في بقاع العالم ، و شردت العائلات و تفرقت ، و يتم الأطفال و هدمت
الصوامع و المساجد و دمرت المدن فلم يبقى
لأهلها إلا بناء الخيام و اللجؤ إلى كل دول العالم من دون إستثناء .
إستطاع النظام
الروسي بقيادة فلاديمير بوتين تحويل الأراضي السورية لساحة تجارب لأسلحته الحديثة ،
و قد صرح بهذا علنا و أشار إلى ان القوات الروسية إستخدمت بعض الأسلحة البحرية و
الجوية بعيدة المدى في سوريا ، و لن تجد روسيا مستنقعا أحسن من الأراضي السورية من
اجل تجريب كل ما تنتجه المصانع الروسية من أسلحة حديثة و متطورة ، طبعا في كل هذا على
حساب شعب أعزل لا حول له و لا قوة .
إلا أن غرور
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جعله يرتكب خطأ فادحا سيكون هذا الخطأ هو بداية
نهاية الوجود الروسي في بلاد الشام ، لقد تسرع بوتين في قراءة الأوضاع بين النظام
التركي و حلف شمال الأطلسي ، و تأكد و بشكل قطعي ان هذا الحلف لن يدعم القوات
التركية في حالة نشوب أي مواجهة مباشرة بين الجيشين السوري و التركي ، و اخذه
الغرور من الإنتصارات التي حققها طيلة السنوات الماضية و سكوت العالم عن مأساة
الشعب السوري ، و هذه بداية كل من يظن أن له جيشا لا يقهر و قد اثبت التاريخ هذا
عبر كل العصور فقد إنهار المغول و هزم نابليون و هزم الكثير من القادة العسكريون
يوم ظنوا أن لهم جيشوا لا تقهر و إحتقروا غيرهم . طبعا سوف يستغرب المستمع عندما نقول
له بداية هزيمة الجيش الروسي في سوريا و لكن السنوات المقبلة سوف تظهر هذا و أن
أكبر خطأ إرتكبه فلاديمير بوتين هو أنه ساند الجيش السوري في هجومه على القوات
التركية في إدلب .
طبعا سوف تسعى
القوات الروسية و السورية السيطرة على كل الحدود مع تركيا بشكل نهائي وهذا ما
يجعلها في مواجهة مباشرة و مفتوحة مع القوات التركية و ستكون نهاية الوجود الروسي
و هزيمة الجيش السوري لأن النصر هو بيد الله ينصر من يشاء و يهزم من يشاء ، و لكن
كل الاحداث و التوقعات تدل على ان هزيمة الجيش الروسي قد إقتربت .
في الأخير نقول
أننا لا نناصر إلا الشعب السوري البسيط أما بقية الانظمة المتصارعة فلها أهدافها
المختلفة ، و إنما هذه توقعات حتمية لصراع قد طال أمده .
ليست هناك تعليقات