ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

5

صيحة رمضان قادمة فإحذروا يا خلق الله

صيحة رمضان قادمة فإحذروا يا خلق الله

صيحة رمضان قادمة فإحذروا يا خلق الله

كثر في هذه الأيام الكلام عن حديث منسوب لرسول الله صلى الله عليه و سلم على انه يوافق ما يحدث في زماننا هذا من كثرة الفتن و القتل و الزلازل و الأمراض و الأوبئة و كسوف الشمس ، و غير ذلك من الظواهر الطبيعية التي أصبحت تشغل بال حياة الناس و هذا أمر صحيح و لهذا ربطه الكثيرين بالحديث المنسوب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و هذا نصه .
  "عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان صيحة في رمضان فإنه يكون معمعة في شوال، وتمييز القبائل في ذي القعدة، وتسفك الدماء في ذي الحجة والمحرم وما المحرم -يقولها ثلاث مرات- هيهات هيهات! يقتل الناس فيه هرجا هرجا، قلنا وما الصيحة يا رسول الله؟ قال: هدة في النصف من رمضان ليلة الجمعة فتكون هدة توقظ النائم وتقعد القائم وتخرج العواتق من خدورهن في ليلة جمعة في سنة كثيرة الزلازل والبرد، فإذا وافق شهر رمضان في تلك السنة ليلة الجمعة فإذا صليتم الفجر من يوم الجمعة في النصف من رمضان فادخلوا بيوتكم وأغلقوا أبوابكم وسدوا كواكم ودثروا أنفسكم وسدوا آذانكم، فإذا أحسستم بالصيحة فخروا لله سجدا وقولوا: سبحان القدوس، سبحان القدوس، ربنا القدوس، فإنه من فعل ذلك نجا ومن لم يفعل هلك؟
قال العلماء في هذا الحديث :
هذا الحديث منكر لا يصح ، لم يرد بسند مقبول ، ولم يثبت من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، قال العقيلي رحمه الله :
" ليس لهذا الحديث أصل من حديث ثقة ، ولا من وجه يثبت "
وقال ابن الجوزي رحمه الله في باب خاص عقده باسم " باب ظهور الآيات في الشهور " :
" هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم "
وذكره العلامة ابن القيم رحمه الله في " المنار المنيف " في أحاديث لا تصح في التواريخ المستقبلية ، قال : " كحديث : يكون في رمضان هدة توقظ النائم ، وتقعد القائم ، وتخرج العواتق من خدورها ، وفي شوال مهمهة ، وفي ذي القعدة تميز القبائل بعضها من بعض ، وفي ذي الحجة تراق الدماء ، وحديث : يكون صوت في رمضان إذا كانت ليلة النصف منه ليلة جمعة ، يصعق له سبعون ألفا ، ويصم سبعون ألفا " .
وقال الشيخ الألباني رحمه الله :
" موضوع ، أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن " ومن طريقه أبو عبد الله الحاكم ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان " .
وقال الحاكم : حديث غريب المتن ، وقال الذهبي : قلت : هذا موضوع ، ومسلمة ساقط متروك .
هذه جملة مما وردنا عن بعض علماء المسلمين عن هذا الحديث الذي شغل الناس و كثر الكلام عنه ، فلا يجب على المسلم الإنجرار وراء الاحاديث الموضوعة و الضعيفة عن رسول الله ، أما الغيب فلا يعلمه إلا الله سبحانه و تعالى ، و أما عن كثرة الفتن و الزلازل و الأمراض فلا يعتد بهذه الظواهر كدليل على هذا الحديث لقوله سبحانه و تعالى :   ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41)
. فهذه الأمراض مثل جائحة كورونا و غيرها من الفساد الذي أحدثه الإنسان على وجه الأرض هي ثمار طغيان هذا المخلوق الضعيف و هذا الواقع لا يختلف عليه إثنان ، فما على الناس إلا الرجوع لله و طاعته لرفع البلاء عنهم كلما إبتلاهم رب العالمين بأمراض أو زلازل أو براكين و غيرها .

ليست هناك تعليقات